وكفى بالموت واعظا ياشباب

الى شباب الحبيب محمد (ص) الى ذخر هذه الامة الجريحة الغنية بشبابها والثكلى بهم اهدي هذه القصة التي عايشت احداثها كاملة وأسميتها كفى بالموت واعظا ياشباب ولكم ما أقول سائلا المولى أن تدخل قلوبكم وأنتم خاشعون .

في ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك الماضي وبعد الافطارجائني شخص وقال لي ياشيخ لقدمات الشاب فلان في حادث وكيف نبلغ أهله والخبر لم يصل بعد الى الاهل حتى التأكد منه واذابالخبر كان صحيح وليس شاب واحد بل كانوا اربع شباب بل اربع زهور اقتطفها الموت فطروا مع اهليهم ثم خرجوا قاصدين العمل ركبوا الدراجات النارية وكانت المنية تنتظرهم ماتوا جميعهم في حادث رهيب وماتت معهم احلامهم التي كانوا يبنوا لها في الدنيا
اين التسريحة والعطور ورائحة الموت تملئ البلد
اين الملابس التي يتباهون بها امام الصبايا وقدلبسوا ثيابا بيضاء ليست مزركشة
اين السيارات التي كانوا يحلمون بشرائها وقدحملوا على آلة حدباء أوصلتهم الى كراج الاخرة
اين القصور التي كانت ترسم في مخيلتهم وقدسكنوا القبور
اين السهرات التي كانو يقضونها مع اصحابهم الذين خرجوافي جنائزهم بعبرات الذكريات
اين الانس الذي كانوا فيه في الدنيا وذهبوا الى وحشة القبر
ماذانالوا من الدنيا سوى زرعهم الذي زرعوه
شباب يحصدهم منجل الموت فماذا حملوا في حقائب سفرهم؟

ياشباب ياشباب ياشباب لاتغرنكم الدنيا ونعيمها لانها ونعيمها فانيين ياشباب اشتاقوا الى الجنان الي فيها القصور والحور والسندس والاستبرق قال تعالى(ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدعون)
فواالله ياشباب عندما غسلتهم وألبستهم ثوب الرحيل ورحلت معهم الأحلام والأماني نظرة الى اهل البلدوقدفجعوا جميعهم بجنازات اربع وبقينا حتى السحور ونحن على المقابر نودع أولائك الشباب وهكذا أحيينا ليلةالقدر بخشوع وتذكر للآخرة
هيا ياشباب جهزوا حقائب السفر بالاعمال الصالحة( وتزودوا فان خير الزاد التقوى)
ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
وكفى بالموت واعظا ياشباب